النادى الأهلى

سيذكر التاريخ أن أول رصد للعنصرية في ملاعبنا المصرية كانت في

المباراة المائة بين الزمالك و الأهلي و كان لجماهير النادي الأهلي الريادة في هذا الأمر ¡ فهم أول نقلوا الهتافات العنصرية من الملاعب الاوربية للملاعب المصرية ¡ و التاريخ سيضع جماهير الاهلي في مزبلة الأخلاق ¡ فلهم أن يضعوا رؤوسهم في الطين إذا تبقى لديهم شيء من الأخلاق و الحياء
و لن ينسى التاريخ أن إدارة الأهلي لم تحرك ساكناً و لم يغيروا المنكر حتى بأضعف الإيمان بالقلب ¡و نسى السيد حسن حمدي

( إن أكرمكم عند الله اتقاكم )

و نسى الكابتن محمد الخطيب أن الناس سواسية كأسنان المشط ¡ فلم يخرجوا علينا ببيان يستنكر تلك الواقعة أما جماهير النادي الأهلي الذين هتفوا ضد شيكابالا ألم يكن بينهم مئات بل ألوف من أصحاب البشرة السمراء ألم يكن من بينهم مسلم و مسيحي ألم يكن هناك مشجعين من أسوان و النوبة وأسيوط و البحر الأحمر و كفر الشيخ و الإسكندرية و بورسعيد ¡ أي عنصرية يبغونها هؤلاء ¡ شيء مضحك أليس كذلك ¡ وجدنا أنفسنا أمام جمهور جاهل ¡ نعم الجمهور الأهلاوي الذي هتف ضد شيكابالا جاهل ليس فقط للاسباب التي ذكرتها سلفاً فقط فهم جماهير فيهم جاهيلية من زمن عصور الجاهلية عصور الرق و العبيد و الأسياد ¡ عصور خلت من الأديان و الرسل فساد قانون الإنسان إلى أن جاء الدين الأسلامي و غير كل هذه المفاهيم الجاهلية وأرتقي بالإنسان لدرجة التكريم فلم يفرق بين أبيض و أسود و لا بين عربي وأعجمي ¡ و إذا اتهمت جمهور الأهلي بالجاهلية فلم أتجنى عليهم فهكذا شبه المصطفى العنصرية و أروي لكم موقف أبي ذر من بلال حين قال له "يا ابن السوداء" وقد رد النبي على أبي ذر في هذا الموقف بأن قال له إنك امرؤ فيك جاهلية ¡

و الشيء الذي لا يمكن تجاهله هو موقف الدين المسيحي من العنصرية الموقف الرافض لأي تمييز ¡ كذا جميع الأديان السماوية التي لها موقف واحد ضد التمييز على أساس اللون

لقد قطعنا أشواطاً طويلة في ترسيخ مبايء المساواة و محاربة التفرقة على أساس ديني ونبذ الفكر العنصري و أستطعنا أن نوقف من أرادوا أن ينخروا في وحدة هذا الشعب و تماسكه لتخرج علينا جماهير الأهلي بما هو أسوء أضل سبيلا

و في الوقت الذي استنكرنا رفع شيكابالا حذاءه في وجه جماهير الأهلي و بعد وجدنا هذا البرود في رد الفعل من اتحاد الكرة و إدارة الأهلي قلنا لماذا لم يرفع الأخرى

و نصيحة أخيرة لأتحاد الكرة فهي الفرصة الأخيرة لحفظ ماء وجهكم فنحن أمام كارثة حقيقية وإن لم نتصدى لها و نوئدها في مهدها سيحدث مالا يحمد عقباه ¡ فلن ينسى التاريخ أن بعهدكم ظهرت أول هتافات عنصرية و غضتم البصر عنها و وضعتم رؤوسكم في الرمال
ولكن الشيء المخزي أن تخرج علينا قرارات مجلس إدارة الزمالك بدون موقف شديد ضد هذه الهتافات العنصرية ¡ و كنت أنتظر موقف عنيف وواضح دفاعاً عن المبادئ أولاً و عن ابن من ابناء هذا النادي ثانياً

و كلمة أخيرة لجماهير الزمالك لا تتهاونا بحق معشوقنا شيكابالا ¡ و ليكن موقفنا حضارياً بعمل مسيرات حضارية و سلمية أمام أتحاد الكرة و النادي الأهلي نفسه لنحرجهم و يعتذروا ¡ و يجب على الجماهير أن ترفع لافتات في مباراة الجيش تشجب العنصرية و تحمل احاديث الرسول الكريم و التي تدعوا للمساواة ¡ و يجب على الرابطة الاتصال بمنظمات حقوق الانسان في مصر و لتعلن موقفها من هذه الهتافات العنصرية فالحدث كبير ولا يجب التهاون فيه

و لايمكن أن نغفل الشكر للكتاب عبدالفضيل طه(المساء) و محمد جاب الله و سعيد الإمام(الجمهورية) الذين تناولوا الهتافات العنصرية بشكل موضوعي و محترم