همسات فى اذن شيكاباللا

عزيزي الكابتن محمود عبد الرازق /شيكابالا
كل عام و أنت بخير و رمضان كريم
لقد هممت بكتابة هذه الكلمات ليس بصفتك ظالم بل بصفتك مظلوم ¡ و ليس ترسيخاً لنظرية المؤامرة ¡ وأن كل خطأ نقع فيه أو جرم نقترفه نبرأ أنفسنا منه تماماً و نلقي باللوم على الغير ¡ لا بل كل ما سأسرده هنا هو حقيقة و الله أعلم بأنني كنت واثق مما يخاط لك في الظلام و يدبر لك في الكواليس منذ بدأت تتألق و تتلألأ في الموسم الماضي و أصبح لا يختلف عليك أثنين في مصر بأنك نجم الكرة المصرية و الأفريقية في السنوات القادمة ¡ و خصوصاً أن شيكابالا قد تغيير كثيراً في الاحتراف فلم يعد ذلك اللاعب المشاغب صاحب المشاكل ¡ ولكن يجب علينا أن نسجل ملحوظة هنا أن شيكابالا منذ عودته للزمالك لم يحدث منه أي مشكلة شخصية في ظل ما نسمعه من مهاترات من كل اللاعبين بسبب و بدون سبب و من لاعبين اكبر عمراً بكثير من شيكابالا
ولكننا قد تعودنا أنه من الممكن أن يكون نجم الكرة المصرية من الأهلي لكن لا يمكن أن يكون من الزمالك ¡ فكان الخطيب هو نجم مصر الأوحد صاحب المهارات الخارقة التي لا نختلف معهم فنحن نعطي الحق حقه ولكنهم يحيطون هذا النجم بهالة من الأخلاق الرفيعة والتدين و الالتزام ¡ في عندما يظهر نجم في الزمالك و تكون فنيّاته عالية غير قابلة للتشكيك يبحثون عن أي ثغرة في شخصيته أو في حياته الشخصية بمنتهى انعدام الأخلاق ¡ فعندما ظهر حسن شحاتة كان يهتفون بالكلمة إيّاها و لا داعي هنا لذكر كلمات تجرح صيامنا ¡ و لكن يذكر لحسن شحاتة (المعلم) أنه كان يأخذ من هذه الهتافات دافع له و كانت تقويه أكثر من أنها تضعفه ¡ و عندما تألق جمال عبد الحميد و كان هداف مصر الأول بحثوا له عن هتافات لا تنم عن أخلاق و لا تربية ولكن عبد الحميد و الذي عرف عنه أن رجل حديدي مر عليه أكثر من هذا بكثير و صمد و وقف على قدميه ¡ أيضاً كان يتجاهل هذه الهتافات و كانت بمثابة دافع لهم ليخرس هذه الألسنة ¡ والشيخ أبوتريكة حدث و لا حرج على أخلاقة و تدينه
لذا علينا ألا نستغرب من هذا الجمهور هتافاته ضدك ¡ ويجب عليك أن تعلم جيداً أن ما حدث كان معركة و لكن الحرب لم تنتهي بعد و المشوار طويل و المشاكل أكثر طالما أنك مستمر في تألقك ¡ وأعلم أنك تحارب من جهات أقوى بكثير من جمهور الزمالك الذي يعشقك فعندما يهتفون ضدك و نرد عليهم نعاقب نحن فمن وراءهم إتحاد كرة يحميهم و أعلام يؤيدهم
جمهور الزمالك يعشق شيكابالا و يرى فيه الأمل الوحيد في الفريق لكنه يتمزق ألماً و هو لا يستطيع ان يحمي من يحب فنحن نعيش في وسط لا يحكمه دين و لا أخلاق و لا مباديء و سط تحكمه الانتفاعية و المجاملات و المصالح و الميول الشخصية
يا شيكابالا جمهور الزمالك سيقف بجوارك قدر استطاعته و لكنك أنت الوحيد القادر على حماية نفسك ¡ أنت الوحيد القادر على إخراس ألسنتهم البذيئة و على كتم كلماتهم القذرة ¡ إذا كنت فعلاً تريد ذلك فليس عليك سوى أمرين أثنين أحدهم بالملعب و الآخر خارجه
أما الأمر الأول داخل الملعب يجب عليك أن تعلم بأن الجمهور مهما كان متحفزاً ضد لاعب بعينه أثناء المباراة و هذا اللاعب تألق فهذا سيجبر الجمهور على الصمت و لكن أعلم بأنهم في البداية سيزيدون من وتيرة الهتافات لعل و عسى تحطم معنوياتك فإذا تأثرت قليلاً فستكون الطامة الكبرى فلن يدخروا جهدا في أن يتفننوا في سبك ( و هو ما حدث في المباراة الأخيرة ) فسيعلمون بأنهم نجحوا فيما بدءوه ¡ أما إذا تحاملت على نفسك و ضاعفت مجهودك و تألقت فسوف يتسرب إليهم اليأس واحد تلو الآخر إلى أن يصمتوا جميعاً ¡ أما إذا أردت أن تعاقبهم فأصنع هدفاً ¡ و عندما تريد أن تجهز عليهم و تدمي قلوبهم أحرز هدفاً ¡ و إياك أن تدخل في حوار كلامي مع الجمهور فسوف يهزموك بالتأكيد فهم سلاحهم الكلام وأنت سلاحك اللعب فإذا تكلمت كنت الأضعف و إذا لعبوا كانوا الأضعف و العكس صحيح
أما خارج الملعب فأعلم بأنهم يتربصون لك و ينتظرون لك هفوة أو سقطة ¡ فأحرص على ألا تخطيء فأنت نجم و للنجومية ثمن يختصر من حريتك و خصوصيتك فكل خطوة محسوبة عليك فلا تعطيهم الفرصة حتى ولو كانت صغيرة فهم أقدر ممن يجعل من الحبة قبة ¡ و يجب أن يكون نفسك طويل فقدرك أن تلعب للزمالك ¡ و من ينتمي لهذا النادي يجب ألا يخطيء فهو محاسب على أفكاره التي في رأسه و يا سعدك يا من تنتمي لغيره فكل شيء لك مباح
لك الله يا شيكابالا و ألهمك الله الصبر و قوة العزيمة
و همسة أخيرة لجمهور الزمالك ¡ لديكم جوهرة سمراء لا تقدر بمال أسمها شيكابالا ¡ لا تفرطوا فيها و تجعلوها عرضة لأيدي الآخرين ¡ ضعوها في أعينكم فهيا تستحق أكثر من ذلك